نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 177
يمكنكم ، ومن أجل الاطلاع على حقيقة هذه اللفظة والمحتوى الواقعي لها ، الرجوع إلى المعاجم العربية ، وقد عرضنا بدورنا نصوص اللغويين العرب في البحث المنصرم . يتضح من هذا العرض ، أن تفسير « الوسيلة » في الشعر ، يعني « تقرب » التفسير بدون شاهد ودليل ، بل يوجد في الشعر نفسه شاهدا على خلاف ذلك ، لأن الشاعر اعتبر النبي الأكرم ( ص ) في الشعر الرابع ، شفيعا ، واعترف بكونه وسيلة ، وأن كون النبي بمقام الشفاعة والشفيع أنسب من كونه وسيلة . وبعبارة أخرى : أن الشاعر وفي حضور « النبي الأكرم » - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - والذي هو كاشف عن رضائه بمضمون الشعر ، فقد اعتبر جميع الأنبياء وسيلة له في العتبة الإلهية ، وبالأخص فقد اعتبر النبي ( ص ) أقرب وسيلة ، وأن المقصود من كون الأنبياء وسيلة ليس أن نمتثل أمامهم في حالة الحياة ، ونسألهم الدعاء ، لأن طلبا كهذا غير ممكن التحقيق بالنسبة إلى بقية الأنبياء عامة ، وبالنسبة إلى رسول الإسلام ( ص ) حول الأشخاص البقية الذين لا يحظون بالجدارة خاصة ، فلا مناص في هذه الحالة أن نمنح ل « الوسيلة » معنى أوسع وأشمل ، ليشمل حال الذين يستطيعون أن يمتثلوا أمامه . ثانيا : يطلب الشاعر من محضر النبي الأكرم ( ص ) ، أن يشفع له يوم القيامة وأن هذا الموضوع هو مسألة الحاجة من الحي نفسه ، ولقد بحثنا بدورنا هذا النوع من طلب الحاجة سواء من الحي أو الميت ، وتستطيعون أنتم بصدد طلب الحاجة من الحي الرجوع إلى الصفحات السابقة ، وحول طلب الحاجة من غير الحي مراجعة الصفحات القادمة .
177
نام کتاب : التوسل أو الإستغاثة بالأرواح المقدسة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 177