نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 210
( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ) ( البقرة - 127 ) . فالظاهر هو أن المراد من " الرفع " في كلا المقامين واحد ، وهو بناؤها وعمارتها - البيوت - وإعلاؤها . ب ) : إن المراد من الرفع هو تعظيمها وتوقيرها . فلو كان المراد هو الأول لكان نصا صريحا في المطلوب ( وهو البناء على القبور التي في بيوتهم ) . ولو كان المراد الثاني كان نصا في توقيره وتعظيمه وتكريمه ، ومن المعلوم أن عمارة البيت وصونه عن الخراب بتعميره وتجديد بنائه ، وفرشه بالسجاجيد والإسراج فيه وتزيينه بغير ما نهى الله عنه ، والدفاع عن قصد تخريبه وهدمه ، توقيرا وتعظيما له كما يكون ستر الكعبة المعظمة بالأستار الثمينة تعظيما لها عرفا . كل ذلك تكريما للنبي وتعظيما له حتى تتحقق - بها أيضا - الغايات التي ذكرتها الآية ، ( من ذكر اسم الله والتسبيح له بالغدو والآصال ) . 3 - البناء على القبور تعظيم للشعائر ، وقد قال الله تعالى : ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) ( الحج - 32 ) . والشعائر جمع شعيرة بمعنى العلامة ، وليس المراد منه علائم وجوده سبحانه لأن العالم برمته علائم وجوده بل علائم دينه ، ولأجل ذلك فسره المفسرون بمعالم الدين ، والله يصف " الصفا والمروة " بأنهما من شعائر الله إذ يقول : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله ) ( البقرة - 158 ) . ويقول :
210
نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 210