نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 131
من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) ( 1 ) . قال تاج الدين الحنفي في تفسيره : والمعنى : إنما يفتري الكذب من كفر بالله من بعد إيمانه ، واستثنى منه المكره ، فلم يدخل تحت حكم الافتراء ( 2 ) . أقول : أخرج ابن أبي الدنيا بسنده عن سوار بن عبد الله ، قال : إن ميمونا ( 3 ) كان جالسا وعنده رجل من قراء أهل الشام ، فقال : إن الكذب في بعض المواطن خير من الصدق ، فقال الشامي : لا ، الصدق في كل المواطن خير . فقال ميمون : أرأيت لو رأيت رجلا وآخر يتبعه بالسيف ، فدخل الدار فانتهى إليك . فقال : أرأيت الرجل ؟ ما كنت فاعلا ؟ قال : كنت أقول : لا . قال : فذاك ( 4 ) . على أن الكذب هو ما عقد كذبا ، والتقية إنما تعقد للإحسان ، والإصلاح ، ودفع الضرر ، وتحقيق المصالح المشروعة ، وفي الحديث الشريف : إنما الأعمال بالنيات ، ثم كيف تكون التقية كذبا ! وقد اتقى قومه أشرف الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ؟
1 ) سورة النحل : 16 / 105 - 106 . 2 ) الدر القيط من البحر المحيط / تاج الدين الحنفي 5 : 537 - 538 في تفسير الآيتين المتقدمتين . 3 ) هو ميمون بن مهران التابعي ( ت / 117 ه ) . 4 ) الإشراف على مناقب الأشراف / ابن أبي الدنيا : 118 / 216 ، دار الكتب العلمية ، بيروت / 1412 ه .
131
نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 131