نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 96
أن ما فعله عمار بن ياسر وأصحابه من هذا القبيل ، لحاجة الإسلام العزيز في ذلك الظرف إلى المؤمنين أكثر من أي شئ آخر . والخلاصة : إن مسألة جواز التلفظ بكلمة الكفر والقلب مطمئن بالإيمان يلاحظ فيها جملة من الأمور ، وتكون بحسب الأزمان والأشخاص والظروف ، ولا يمكن حملها على الجميع مطلقا وبلا قيد وإن كان فيهم من فيهم . ويؤيد هذا بعض المواقف البطولية التي سجلها التاريخ بأحرف من نور ، نظير امتناع الصفوة من استخدام التقية في سب أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن أكرههم الباغي اللقيط عليها ، وقدموا أنفسهم قرابين من أجل إعلاء كلمة الحق . القسم الرابع : التقية المحرمة : وهي ما ترتب على تركها مصلحة عظيمة ، وعلى فعلها مفسدة جسيمة . والواقع أن هذا القسم يعد من أهم أقسام التقية بلحاظ حكمها ، لما فيه من خطورة ، زيادة على تشويه مفهوم التقية بهذا القسم من لدن بعض الجهلاء والمتعصبين ، وذلك بتعميمه على سائر موارد الأقسام الأخرى ، ولعل بعضهم يخفف من غلوائه فيزعم صحتها في غير موارد حرمتها إلا أنه يفتري على الشيعة الإمامية ، فيزعم أنهم يجوزون التقية في كل شئ حتى في ارتكاب الجرائم والموبقات كما نجده صريحا في الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة ( 1 ) متناسين بذلك ما أباحه
1 ) راجع : الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة : 302 ، الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، ط 2 ، السعودية / 1409 ه .
96
نام کتاب : التقية في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 96