responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : القاضي سعيد القمي    جلد : 1  صفحه : 136


سياله بذاتها من دون ميعان بل في جمود ، ومتحركة بنفسها مع كونها ثابتة في ذاتها ، كما قال عز من قائل : * ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شئ ) * ( 1 ) .
أما معنى كونها سيالة متحركة بذاتها فهو أن الحركة من لوازمها من حيث قابليتها واستعدادها الذاتي ، لأن تحركها النفسي تحريكها كانت الصورة نفس التجدد والسيلان كما ساق إليه البرهان ( 2 ) وليست الحركة في الأحوال فحسب ، وإن كانت التغيرات العرضية وبحسب الأحوال لازمة للتغيرات الذاتية وكواشف عنها ، وثبوت الذات في الحقائق التي بحسب ذاتها واقعة تحت تصرف الزمان غير جائز على شريعة الحكمة والبرهان ، كما أوضح سبيله بأتم بيان وأصح تبيان في الكتاب الحكيم والقرآن المحكم القويم ، حيث نسب جمود الجبال - التي هي أوضح مصاديق الطبيعة الجسمية - وثبوتها إلى الزعم والحسبان ، وأثبت الحركة والمرور والسيلان لها مؤكدا باسمية الجملة وحاليتها مع إتيان المسند بالفعل المضارع الدال على التغير التجددي والسيلان الاتصالي ، وأوضحه بالتمثيل بمرور السحاب في الحس الذي كان متصل الحركة ودائم السيلان .
وليس في هذه الرسالة المختصرة الموضوعة للرمز والإشارة مجال بيان هذه الحقائق وتفصيلها ، ولم تحضرني الرسالة ( 3 ) التي ذكرها حتى أتصدى للحكومة بين هذا العارف الكامل وذلك الفيلسوف المتأله ( 4 ) رضي الله عنهما وإن كانت الحكومة بينهما خارجة عن وسعي مع قصور الباع وقلة الاطلاع .


1 - النمل : 88 . 2 - الأسفار 3 : 80 وما بعدها . 3 - وهي رسالة مرقاة الأسرار . 4 - هو الفيض الكاشاني قدس سره .

136

نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : القاضي سعيد القمي    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست