نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : القاضي سعيد القمي جلد : 1 صفحه : 129
فهو وإن كان له وجه صحيح ، إلا أن الأسماء والصفات الذاتية على الحقيقة هي التي ثابتة لذاته المقدسة المستجنة في الذات المتعال بحسب الشؤون والأطوار والتجليات الذاتية . وقد حمل ذلك العارف الجليل قول أبي عبد الله عليه السلام : ( ذات علامة سميعة بصيرة ) ( 1 ) على كون الذات الأحدية بنفس ذاته الشريفة نائبة مناب هذه الصفات ، وقد ورد من طريق أهل البيت عليهم السلام : ( لم يزل الله جل وعز ربنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ) ( 2 ) إلى غير ذلك . والحاصل : أن الأسماء والصفات الذاتية أجل مما ذكره ذلك العارف الجليل ، وأقدس مما يناله يد التحديد والتقدير ، وأنزه مما يحوم حول حضرته التقييد والتكثير ، وقد عرفت فيما سبق من التفصيل ، وانفتح على قلبك بأوضح سبيل ، أن مراتب الوجود من مجردها وماديها من تعينات المشية معتنقات بالتحديد والتكثير ، متلازمات بالتقييد والتقدير ، كما يراه أصحاب القلوب من الأحرار وأرباب السابقة الحسنى من ذوي الأسرار . وأما الأسماء والصفات الفعلية فهي جميع مراتب الوجود ، وسلسلة النزول والصعود من عوالم الغيب والشهود ، لا يختص بمرتبة من المراتب ولا بحد من الحدود ، كما هو المحقق في محله والمبين عند أهله ( 3 ) وقد فصلنا القول في بعض الرسائل ( 4 ) وليس هاهنا محل التحقيق والتفصيل .
1 - أصول الكافي 1 : 65 / 6 و 83 / 1 و 84 / 2 ، التوحيد للصدوق : 139 / 2 و 143 / 8 . 2 - أصول الكافي 1 : 83 / 1 ، التوحيد للصدوق : 139 / 1 . 3 - شرح القيصري على الفصوص : 84 . 4 - تعليقة الإمام على الفصوص : 310 .
129
نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : القاضي سعيد القمي جلد : 1 صفحه : 129