نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : القاضي سعيد القمي جلد : 1 صفحه : 105
علم الراسخين ، فتبصر . وأما النفس فلما كانت متكثرة القوى متفننة الأفاعيل من حيث شأنها ، مختلفة الأطوار بحسب نزولها وصعودها ، وهي أيضا مبدأ الاثنين ومنها ظهرت الاثنينية ، كما أشير إليه في الحكمة القديمة من أن النفس عدد متحرك والعقل عدد ساكن ( 1 ) فالكثرة فيها مع الذات لا في الذات ، والوحدة فيها باعتبار أصلها ومن جهته تأحدها ( 2 ) في انتهاء سيرها ورجوعها إلى أصلها كما بينا . تبيان : ومما يؤكد ما أصلنا ويؤيد ما أسسنا ما روي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه سأله أعرابي عن النفس ، فقال عليه السلام له : ( عن أي الأنفس تسأل ) والصفات ( 3 ) لا على زعم المعتزلة على ما حكي عنهم ( 4 ) فاعرف هذا فإنه باب واسع ينفتح منه أبواب كثيرة ، وقد أشرنا إلى لمحة منها في شرح بعض الأدعية ( 5 ) . قوله : سأله أعرابي عن النفس . . . إلى آخره . في هذا الخبر الشريف أسرار غريبة أشار إلى بعض منها ذلك العارف الكامل رضي الله عنه ، ونحن نشير إلى لمحة منها بطريق الإجمال بعون الله المتعال ، ويبقى الآخر تحت الأستار ، ولعله يكشف على قلب أهله ولي الأسرار ، فنقول : في إفراد القوة في المواطن الأربعة إشارة خفية على ما هو التحقيق عند أصحاب
1 - انظر الشفاء : 14 الفصل الثاني من المقالة الأولى من الفن السادس في النفس ، والأسفار 8 : 244 . 2 - في نسخة " ل " : جهة حدها بالعقل بدل : جهته تأحدها . 3 - شرح المنظومة ( قسم الفلسفة ) : 161 . 4 - توضيح الملل 1 : 70 ، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين للفخر الرازي : 27 . 5 - شرح دعاء السحر 79 : في ذيل قوله " اللهم إني أسألك من أسمائك بأكبرها ) .
105
نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : القاضي سعيد القمي جلد : 1 صفحه : 105