نام کتاب : التبليغ في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 95
تكون كلّ الموضوعات التي يتناولها في عمله التبليغي مطعّمة بعنصر المحبّة . ولكي يتيح المبلّغ للمخاطب نيل كيمياء المحبّة ، يجب عليه أن يصوّب جميع ما لديه من الأسباب والوسائل الإعلاميّة باتّجاه هذه الغرض ؛ أي يجب أن تكون كلّ خطاباته ، وكتاباته الإعلاميّة ، ومواعظه ، وإرشاداته ، وخطبه ، وأعماله التعليميّة والتربويّة ، وأمره بالمعروف ، ونهيه عن المنكر ، ومكافحته للبدع ، والإنذار ، والتبشير ، موجّهةً بأجمعها نحو المحبّة ، وأن تكون معطّرة بأريج المحبّة الفوّاح . ( 1 ) أفضل أساليب نفوذ التبليغ في القلب وهذا الأُسلوب في العمل التبليغي ( أي استخدام عنصر المحبّة ) هو أفضل أساليب إنفاذ الخطاب الإلهي عبر حدود الحسّ والعقل ، وإيصاله إلى أعماق النفوس . فالخطاب الإلهي يجب أن ينفذ إلى أعماق القلوب كما ينفذ في العقول ، يجب أن يتغلغل في أعماق الروح لكي يُهيمن على جميع قوى الإنسان . ( 2 ) يستطيع المبلّغ من خلال الاستناد إلى أُسلوب " المحبّة " في التبليغ أن يؤدّي هذه المهمّة بكلّ بساطة ، وأن يغيّر الإنسان عبر غرس الخطاب الإلهي في أعماق روحه ، ووضعه على مسار بلوغ المُثُل العليا للإنسانيّة وللمجتمع الإنساني الأمثل . أفضل ثواب المبلّغ إنّ الانعكاسات الإيجابيّة لهذا الأُسلوب التبليغي تعود بالخير على المبلّغ نفسه أكثر ممّا تعود على المخاطب ؛ لأنّ الله تعالى يحبّ المبلّغ الذي يصنع
1 . راجع : البنود 19 - 23 . 2 . راجع كتاب : تبليغ ومبلّغ در آثار شهيد مطهّري ( بالفارسيّة ) .
95
نام کتاب : التبليغ في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 95