نام کتاب : التبليغ في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 211
ب . أخذ الأجر على التبليغ من دون طلبه إنّ الانعكاسات السلبيّة - التي سبقت الإشارة إليها - تظهر في الوقت الذي يتصرّف المبلّغ تصرّفاً يعاكس تماماً ما كان يتصرّفه الأنبياء ؛ وذلك أنّ الأنبياء كانوا يقولون : إنّنا لا نريد أجراً على التبليغ ، أمّا هو فيقول : اُريد أجراً عليه ، ويتعامل بدين الله كسلعة . لكن في صورة ما إذا لم يطلب المبلّغ أجراً وبادر الناس إلى تقديم الأجر له من تلقاء أنفسهم لأجل تأمين شؤونه المعاشيّة ، فلا مانع عندئذ من قبوله . وقد روي في هذا المجال عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : " المُعَلِّمُ لا يُعَلِّمُ بِالأَجرِ ، وَيَقبَلُ الهَدِيَّةَ إذا أُهدِيَ إلَيهِ " . ( 1 ) وروى حمزة بن حمران أيضاً ، قال : سمعت الإمام الصادق ( عليه السلام ) يقول : " مَنِ استَأكَلَ بِعِلمِهِ افتَقَرَ " . فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ! إنَّ في شيعَتِكَ ومَواليكَ قَوماً يَتَحَمَّلونَ عُلومَكُم ويَبُثّونَها في شيعَتِكُم ، فَلا يَعدَمونَ عَلى ذلِكَ مِنهُمُ البِرَّ والصِّلَةَ وَالإِكرامَ . فقال : " لَيسَ أُولئِكَ بِمُستَأكِلينَ " . ( 2 ) الملاحظة الجديرة بالاهتمام في هذا المجال هي أنّ أخذ الأجر على التبليغ من غير طلبه وإن لم يكن فيه بأس ، ولا يتعارض مع بعض مراتب الإخلاص ، بيد أنّ تركه أولى ؛ إذ أنّ الأنبياء والأولياء الكمّل كانوا يتجنّبون استلام أي نوع من الأجر ، ولم يكونوا يقبلون أخذ أيّ أجر ، ليس في مقابل التبليغ فحسب ، بل في