نام کتاب : التبليغ في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 20
تفصيل هذه الصفات في الفصل الرابع من هذا الكتاب . وإذا لم يتوفّر في المبلّغ الحدّ الأدنى من هذه الصفات ، فإنّ جهوده التبليغيّة سوف لا تعطي أيّة ثمرة ، بل تنعكس عليه وعلى المجتمع بأضرار ومخاطر جمّة . وسائل التبليغ إلى جانب الدافع القوي ، والرسالة الثقافيّة الثرّة ، والصفات الذاتيّة ، التي يجب أن تتوفّر في المبلّغ ، فهو يحتاج إلى الوسيلة من أجل النجاح في هذه المهمّة . والكلام أهمّ وسائل التبليغ ، وهو - بمفهومه العام - الوسيلة التبليغيّة الوحيدة على امتداد التاريخ ، وبواسطته ينقل المبلّغ رسالته إلى مخاطبيه على شكل موعظة ، أو خطبة ، أو مناظرة ، أو نثر ، أو نظم . والمثير في هذا المجال هو أنّ الأحاديث الشريفة عدّت الكتابة من مصاديق الكلام ، معتبرةً الخطّ لسان اليد . وعلى هذا الأساس ، فإنّ وسائل الإعلام الحديثة ، كالسينما والمسرح ، تدخل أيضاً في عداد الأشكال المختلفة للكلام . ويركّز الفصل الخامس من هذا الكتاب على القدرة الخارقة والسحريّة للكلام ، ولوسائل الإعلام ، ولأساليب مخاطبة الناس . وأهمّ نقطة في هذا الفصل ؛ هي أنّ الكلام يعتبر ، من وجهة نظر الأحاديث الشريفة ، أقوى وسيلة لتحقيق الأهداف الثقافيّة ، والسياسيّة ، والاجتماعيّة ، والاقتصاديّة ، والعسكريّة . إنّ وسائل الإعلام وشبكات الاتّصال الثقافي والمعرفي تعدّ اليوم أكثر تأثيراً وأمضى سلاحاً من تأثير الآلات والمعدّات العسكريّة والاقتصاديّة ، وقوّتها تفوق القوّة العسكريّة والاقتصاديّة . وهذا الأمر على درجة عالية من الأهمّية ،
20
نام کتاب : التبليغ في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 20