نام کتاب : التبليغ في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 18
كما اعتبرت المبلّغ مندوباً عن الله ومبعوثاً عن الرسول ، وممثّلا لكتاب الله ، وحجّةً لله على خلقه . ( 1 ) وأنّه ترجمان الحقّ ، وسفير الخالق ، وداعي الناس إلى الله . ( 2 ) وأنّه مجاهد يهبّ لنصرة الله بسلاح القول والقلم ؛ أي إنّه ينهض بمهمّة الذود عن القيم الإنسانيّة ومكافحة الرذائل ، ويدعو الاُمّة إلى السير نحو الغاية العليا للإنسانيّة . ( 3 ) وهكذا يتّضح لنا أنّ المبلّغ أفضل من آلاف العبّاد ؛ وذلك لأنّ العابد همّه نجاة نفسه ، وهمّة المبلّغ نجاة الناس وخدمة الخلق . ولذلك يُقال للعابد يوم القيامة : " اِنطَلِق إلَى الجَنَّةِ " . بينما يقال للمبلّغ : " قِف ! تَشَفَّع لِلنّاسِ بِحُسنِ تَأديبِكَ لَهُم " . ( 4 ) وهذه الفضائل ينالها كلّ مبلّغ تتوفّر فيه شروط المبلّغ الصالح ، لكن الذين يقدّمون جهداً وإبداعاً أكثر في هداية الناس فأُولئك لهم درجات من الكمال أكبر . والمبلّغ الذي يوافيه الأجل في أثناء أدائه لمهمّة تبليغ الإسلام في بلاد الشرك والكفر ، يُحشر يوم القيامة كإبراهيم الخليل ؛ اُمّة واحدة . ( 5 ) وعلاوةً على ذلك ، فإنّ ما ورد في النصوص الإسلاميّة بشأن حقوق المبلّغ
1 . راجع : ص 31 " فضل المبلّغ " . 2 . راجع : ص 32 ح 22 و 23 . 3 . راجع : الفصل الخامس / وسائل التبليغ . 4 . راجع : ص 42 ح 64 . 5 . راجع : ص 34 " المبلّغ الذي يحشر اُمة واحدة " .
18
نام کتاب : التبليغ في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 18