نام کتاب : التبليغ في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 104
مدى تأثّر المخاطب إحدى الملاحظات المهمّة التي يؤكّد عليها القرآن والحديث الشريف في ما يخصّ معرفة المخاطب هي التفاوت القائم بين الناس في القابليّة والاستيعاب الطبيعي والاكتسابي ، ومدى استجابتهم للتبليغ المفيد والبنّاء . وإذا أخذنا هذا التفاوت بنظر الاعتبار ، نفهم أنّه ليس كلّ كلام يفيد أيّ شخص ؛ فقد يكون ثمّة نمط من التبليغ مفيداً لفرد أو جماعة ما ؛ ولكنّه غير مفيد لفرد آخر أو جماعة أُخرى ، بل ربّما كان مضرّاً لهم . ومن هنا كان الأنبياء يؤمَرون بأخذ المقدرة الفكريّة والنفسيّة للناس بنظر الاعتبار . ( 1 ) الاختلاف في القابليّات الطبيعيّة يختلف الناس - من وجهة نظر الأحاديث الشريفة ( 2 ) - في قدراتهم الذاتيّة كاختلاف معادن الأرض ؛ فبعضهم كالذهب يتّصف بقدرة عالية ؛ وبعضهم الآخر كالفضّة . . وهكذا . وكما أنّ أنواع المعادن مفيدة للناس إلاّ أنّ استثمارها يتطلّب معرفة وتخطيطاً ، فكذلك أنواع القابليّات الفطريّة للناس مفيدة لإدارة المجتمع الإنساني ، إلاّ أنّ كيفيّة استثمارها تستلزم معرفة صحيحة وبرمجة دقيقة لها . الاختلاف في القابليّات الاكتسابيّة تختلف قابليّات الناس الاكتسابيّة كاختلاف قابليّاتهم الذاتيّة . وقد قسّمت النصوص الإسلاميّة ، بشكل عامّ ، الناس من حيث مدى تأثّرهم بالتبليغ البنّاء إلى ثلاث مجموعات : المجموعة الاُولى : هم الذين لم يدنّسوا فطرتهم الإنسانيّة النقيّة بالأعمال
1 . راجع : ص 166 مراعاة طاقة المخاطب . 2 . راجع : ح 180 و 184 .
104
نام کتاب : التبليغ في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 104