لا ينافي الاختيار فهو مكلف يعاقب على تركه ، نظير الكفار الذين كلفوا بمعرفة أصول الدين وفروعه . ونستدل على ذلك بآيات وأحاديث ، أما الآيات : ( الأولى ) قوله تعالى ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم ) [1] بيانه أن مع الإيمان بالله تعالى والرسول والحجج يمتحنون فكيف يكون حال المشرك وأنه لا يكلف بأصول الدين وفروعه ( الثانية ) قوله تعالى ( خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) [2] بيانه أن العمل بدون معرفة الله والرسول والحجج لا فائدة فيه . ( الثالثة ) قوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) [3] أي يعرفون الله ورسله وأوصياءهم ويعبدون الله بإرشادهم إياهم ، وبغير هذا المنهج لا يرضى منهم ، فالكفار داخلون في أصول الدين و فروعه فهم مكلفون كغيرهم . ( الرابعة ) قوله تعالى ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى * ألم يك من نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوى ) [4] استشهد أمير المؤمنين عليه السلام بهذه الآية ودموعه تهمي على خديه ، فأجهش
[1] سورة العنكبوت : 29 . [2] سورة الملك : 67 . [3] سورة الذاريات : 51 . [4] سورة القيامة : 36 - 38 .