كفر جزئي خارجي وعصا موسى خارجية وهي تلقف ما يأفكون ، وهكذا إلى آخر ما يكون من هذا القبيل . قوله : ( ولسنا نمنع أن يعلم الإمام أعيان ما يحدث ويكون بإعلام الله تعالى له ذلك ) . أقول : ما ادعى أحد بأن الأئمة عليهم السلام يعلمون علما من عند أنفسهم ولا نقول ذلك في حق خير المرسلين أيضا فكيف بهم ، قال تعالى ( وعلمك ما لم تكن تعلم ) ، بل كل من يعترف بعلومهم بكل ما يعلمون يقول إن ذلك كله من فضل الوهاب عليهم ( أم يحسدون على ما آتاهم الله ) . وأي مانع أن يعلمه القاتل والزمان والمكان وكل ما يكون ، وكل ذلك يثبت بالنص في أحوال كل واحد في كل مورد ثبت ، ولا يثبت ذلك بالعقل كما أن إمامتهم ثبتت بالنص الصريح الصحيح لا بالعقل ، كما ثبت ذلك في محله . فهو يعترف بأنه عليه السلام يعرف قاتله ، فهو بالنص لا بالعقل وكذلك بالنسبة إلى الزمان والمكان . قال : ( وقد جاء الخبر متظاهرا أنه كان يعلم في الجملة أنه مقتول ، وأما علمه بوقت قتله فلم يأت عليه أثر على التحصيل ) . أقول : فعلى هذا كان يجب عليه أن لا يخرج تمام الليلة التي قتل فيه لا بقاء نفسه وعدم إلقائها في التهلكة كما هو تكليفنا . قال : ( ولو جاء فيه أثر لم يلزم فيه ما يظنه المعترضون ، إذ لو كان لا يمتنع أن يتعبده الله تعالى بالصبر على الشهادة والاستسلام للقتل ليبلغه بذلك علو الدرجات ما لا يبلغه إلا به ولعمه بأنه يطيعه في ذلك