نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 8
أنفسهم ، فأمر الله سبحانه أن يرد اقتراحهم بقوله : * ( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) * ( يونس - 15 ) . كان في عصر الرسالة من كان يتقدم على الله ورسوله لا مشيا وإنما تقديما لفكرته على الوحي فنزل الوحي منددا لهم وقال : * ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ) * ( الحجرات - 1 ) . إن الكذب من المحرمات الموبقة التي أوعد الله عليها النار ، والبدعة من أفحش الكذب ، لأنها افتراء على الله ورسوله ، قال سبحانه : * ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون ) * ( الأنعام - 21 ) فالمبتدع يظهر بزي المحق عند المسلمين فيفتري على الله تعالى دون أن يكشفه الناس فيضلهم عن الصراط المستقيم . إن لله في كل واقعة حكما إلهيا لا يتبدل ولا يتغير إلى يوم القيامة ، فإذا حكم الحاكم وفق ذلك الحكم فهو حاكم عادل معتمد على منصة الحق ، إلا أن المبتدع يحكم على خلاف ذلك الحق فيصفه سبحانه بكونه كافرا وظالما وفاسقا ، قال سبحانه : * ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) * وقال عز من قائل : * ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) * وقال تعالى : * ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) * ( المائدة - 44 ، 45 ، 47 ) . فما حال إنسان يحكم عليه القرآن بالكفر تارة ، والظلم ثانيا والفسق ثالثا ؟ فهل ترجى له النجاة بعد أن أضل كثيرا من الناس وشق صفوف المسلمين وجعل السبيل الواحد سبلا كثيرة تضلهم إلى مهاوي الهالكين . ولعل هذا المقدار من التقديم يكفي في تبين موضع البدعة وموقف المبتدع عند الله سبحانه ، ولأجل ذلك نرى أن النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شدد على البدعة ، وندد
8
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 8