نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 64
الرئيسيين . إن كتب الحديث والفقه تطفح بسنة الصحابة ، وهناك سنن تنسب إلى الخليفة الأول وإلى الثاني وإلى الثالث ، فما معنى هذه السنن لو لم تستند إلى الكتاب والسنة ولو أسندت فلا معنى لإضافتها إليهم . والإفتاء بمضمون تلك السنن بدعة في الشريعة . وهناك كلام للدكتور عزت علي عطية ، فقد جعل الاقتداء بأئمة أهل البيت تسليما لغير المعصوم ثم قال : نتسائل عن الصلة بين هذا الإمام وبين الله جل جلاله ، هل هي وحي ، أم إلهام أم حلول ؟ إن كانت وحيا فقد نفوه ، وإن كانت حلولا فهو الكفر ، بعينه ، وإن كانت إلهاما فما الذي يفرق بينه وبين وساوس الشيطان وخطرات النفوس [1] . إن الدكتور عطية لم يدرس عقائد الإمامية حقها وإنما اكتفى بكتاب صغير كتب في بيان العقائد لا في البرهنة عليها ، ولو أنه رجع إلى علمائهم ومؤلفاتهم لوقف على الدليل على عصمة الأئمة فإن أحد الأدلة هو حديث الثقلين الذي أطبق المحدثون على نقله وهو أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما . فإن كانت العترة عدلا للكتاب وقرينا له فتوصف بوصفه ، فالكتاب معصوم عن الخطأ * ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) * فتكون العترة مثله . وأما مصدر علومهم ، فغالب علومهم مأخوذ من الكتاب والسنة إذ أخذ علي ( عليه السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأخذ الحسن ( عليه السلام ) عن أبيه ، وهكذا كل إمام أخذ عن أبيه ، علم يتناقل ضمن هذه السلسلة الطاهرة المعروفة ، ولم يأخذ أحد