responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 62


من أعظم سدود المعرفة وموانعها ، وهي التي منعت الأمم عبر التاريخ من الخضوع أمام براهين الأنبياء ورسله الواضحة كما يقول سبحانه : * ( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) * .
ومن هذا المنطلق ، اقترح تميم بن جراشة على النبي - عندما جاء على رأس وفد من الطائف يخبره بإسلام قومه - اقترح عليه :
أن يكتب لهم كتابا بأن يفي لهم بأمور يقول : قدمت على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وفد ثقيف فأسلمنا وسألناه أن يكتب لنا كتابا فيه شروط ؟
فقال : اكتبوا ما بدا لكم ثم إيتوني به ، فسألناه في كتابه أن يحل لنا الربا والزنا فأبى علي - رضي الله عنه - أن يكتب لنا ، فسألنا خالد بن سعيد بن العاص فقال له علي : تدري ما تكتب ؟ قال : أكتب ما قالوا ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أولى بأمره ، فذهبنا بالكتاب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال للقارئ : إقرأ ، فلما انتهى إلى الربا قال : ضع يدي عليها في الكتاب ، فوضع يده فقال : * ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ) * الآية ، ثم محاها ، وألقيت علينا السكينة فما راجعناه فلما بلغ الزنا وضع يده عليها ( وقال ) : * ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ) * الآية ، ثم محاه وأمر بكتابنا أن ينسخ لنا [1] .
ورواه ابن هشام بصورة أخرى قال : وقد كان مما سألوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يدع لهم الطاغية ، وهي اللات ، لا يهدمها ثلاث سنين ، فأبى رسول الله ذلك عليهم فما برحوا يسألونه سنة سنة ، ويأبى عليهم ، حتى سألوا شهرا واحدا بعد مقدمهم ، فأبى عليهم أن يدعها شيئا مسمى ، وإنما يريدون بذلك فيما يظهرون أن يتسلموا بتركها من سفهائهم ونسائهم وذراريهم ويكرهون أن يروعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الإسلام ، فأبى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا أن يبعث أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن



[1] ابن الأثير : أسد الغابة : 1 / 216 مادة " تميم " و ج 3 / 406 .

62

نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست