نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 49
بايعه المهاجرون والأنصار ، بيعة لم ير لها نظير في التاريخ ، فظهر صدام بين طائفتين من المسلمين كانت نتيجته إراقة دماء عشرات الألوف إلى أن انتهت إلى التحكيم ؟ أيوم ظهر الخوارج على الساحة الإسلامية يغيرون ويقتلون الأبرياء إلى أن انتهت فتنتهم بقتل مشايخهم في النهروان ؟ أيوم أغير على آل رسول الله بكربلاء وقتل فيه أبناء المصطفى وفيهم سبطه وريحانته سيد شباب أهل الجنة ، وسبيت بنات الزهراء ومن معهن من نساء أهل البيت حتى لم يبق بيت له برسول الله صلة إلا وقد ضجت فيه النوائح وعمته الآلام والأحزان ؟ أيوم أبيحت فيه مدينة رسول الله في وقعة الحرة الشهيرة فقتل الأصحاب والتابعون ونهبت الأموال ، وبقرت بطون الحوامل ، وهتكت الأعراض ، حتى ولدت الأبكار لا يعرف من أولادهن ؟ [1] . أيوم حاصر جيش بني أمية مكة المكرمة والبيت العتيق ورموه بالحجارة لأجل القضاء على عبد الله بن الزبير ؟ أيوم تسلم عبد الملك بن مروان منصة الخلافة وقد عين الحجاج بن يوسف عاملا على العراق ، فسفك دماء طاهرة وقتل الأبرياء وزج بالسجون رجالا ونساء من دون أن تظلهم مظلة تقيهم حر الشمس وبرد الليل القارص ؟ هذا وبعد لم يتم القرن الأول وهذه نماذج من حوادث دموية وقعت فيه ، فكيف يمكن أن يكون ذلك القرن خير القرون وأفضلها وإن كان صاحب القرن هو الرسول الأعظم أفضل الخلق ؟ إلا أن سيرته ، من سيرة أمته التي وقفت على
[1] صائب عبد الحميد : منهج في الانتماء المذهبي : 281 .
49
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 49