نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 394
إن ما ذكره في البيت الثاني وإن كان حقا ، فإن القول بالرؤية لا ينفك عن التجسيم والتشبيه والقول بأنه جسم بلا كيف ، أو أنه يرى بلا كيف مهزلة لا قيمة لها لما عرفت من أن الكيفية محققة لمفهوم الرؤية بالبصر كما أنها محققة لمفهوم اليد والرجل ، فاليد بالمعنى اللغوي بلا كيفية أشبه بأسد لا رأس له ولا بطن ولا ذنب . ولكن بيته الأول لا يناسب أدب الزمخشري الذي تربى في أحضان الإسلام والمسلمين وخالط القرآن جسمه وروحه . ولما أثار هذا الشعر حفيظة الأشاعرة وأهل الحديث قابلوه بمثل ما قال ، فقد قال أحمد ابن المنير الإسكندري في حاشيته على الكشاف باسم الانتصاف : وجماعة كفروا برؤية ربهم * حقا ووعد الله ما لن يخلفه وتلقبوا عدلية قلنا أجل * عدلوا بربهم فحسبهم سفه وتلقبوا الناجين كلا أنهم * إن لم يكونوا في لظى فعلى شفه إن البادي وإن كان أظلم ، ولكنهما كليهما خرجا عن مقتضى الأدب الإسلامي ، فالمسلم ما دام على حجة على عقيدته ولم يكن مقصرا في سلوكها لا يحكم عليه بشئ من الكفر والفسق ولا العقاب ولا العذاب . وقد نصره تاج الدين السبكي بقوله : عجبا لقوم ظالمين تلقبوا * بالعدل ما فيهم لعمري معرفة قد جاءهم من حيث لا يدرونه * تعطيل ذات الله مع نفي الصفة وتلقبوا عدلية قلنا نعم * عدلوا بربهم فحسبهم سفه [1]