نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 364
انظر إلى الانسجام البديع ، والتقابل الواضح بينهما ، والاستهداف الواحد . والجميع بصدد تصنيف الوجوه يوم القيامة ، إلى ناضر ومسفر ، وناعم وإلى باسر ، وأسود ( غبرة ) ، وخاشع . أما جزاء الصنف الأول فهو الرحمة والغفران ، وتحكيه الجمل التالية : * ( إلى ربها ناظرة ) * ، * ( ضاحكة مستبشرة ) * ، * ( في جنة عالية ) * . وأما جزاء الصنف الثاني فهو العذاب ، والابتعاد عن الرحمة ، وتحكيه الجمل التالية : * ( تظن أن يفعل بها فاقرة ) * ، * ( ترهقها قترة ) * ، * ( تصلى نارا حامية ) * . أفبعد هذا البيان يبقى الشك في أن المراد من * ( إلى ربها ناظرة ) * هو انتظار الرحمة ، والقائل بالرؤية يتمسك بهذه الآية ، ويغض النظر عما حولها من الآيات ، ومن المعلوم أن هذا من قبيل محاولة إثبات المدعى بالآية ، لا محاولة الوقوف على مفادها . ويدل على ذلك أن كثيرا ما يستخدم العرب النظر بالوجوه في انتظار الرحمة أو العذاب : وإليك بعض ما ورد : 1 - وجوه بها ليل الحجاز على الهوى * إلى ملك كهف الخلائق ناظرة 2 - وجوه ناظرات يوم بدر * إلى الرحمن يأتي بالفلاح فلا نشك أن قوله : " وجوه ناظرات " بمعنى رائيات ولكن النظر إلى الرحمن كناية عن انتظار النصر والفتح . 3 - إني إليك لما وعدت لناظر * نظر الفقير إلى الغني الموسر
364
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 364