نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 344
جزء منه ، نوع إحاطة علمية من البشر به سبحانه ، وقد قال : * ( ولا يحيطون به علما ) * . ولكن الرازي لأجل التهرب من دلالة الآية على امتناع رؤيته سبحانه قال : بأن الضمير المجرور يعود إلى قوله : * ( ما بين أيديهم وما خلفهم ) * أي لا يحيطون بما بين أيديهم وما خلفهم والله سبحانه محيط بما بين أيديهم وما خلفهم . أقول : إن الآية تحكي عن إحاطة علمه سبحانه يوم القيامة بشهادة ما قبلها * ( يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ) * وعندئذ يكون المراد من الموصول في قوله سبحانه : * ( يعلم ما بين أيديهم ) * هو الحياة الأخروية الحاضرة وقوله سبحانه : * ( وما خلفهم ) * هو الحياة الدنيوية الواقعة خلف الحياة الأخروية وحينئذ لو رجع الضمير في قوله : * ( ولا يحيطون به علما ) * إلى الموصولين يكون مفاد الآية عدم إحاطة البشر بما يجري في النشأتين وهو أمر واضح لا حاجة إلى التركيز عليه . وهذا بخلاف إذا رجع إلى " الله " تكون الآية بصدد التنزيه ويكون المقصود أن الله يحيط بهم علما وهؤلاء لا يحيطون كذلك على غرار سائر الآيات .
344
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 344