نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 316
وجهك يشبه وجه الخنازير والقردة لغضب ولشافهه بالسوء ، فعلمنا أنه لا يلزم من إثبات الوجه واليدين لله إثبات التشبيه بين الله وبين خلقه " . إلى أن قال : وأقول : هذا المسكين الجاهل إنما وقع في أمثال هذه الخرافات لأنه لم يعرف حقيقة المثلين ، وعلماء التوحيد حققوا الكلام في المثلين ثم فرعوا عليه الاستدلال بهذا الآية [1] . وليس ابن خزيمة أول أو آخر محدث تأثر بهذه البدع بل كانت الفكرة تتغلغل بين أكثر أهل الحديث ، منهم : 1 - عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد التميمي الدارمي السجستاني صاحب المسند ( توفي عام 280 ه ) صاحب النقض يقول فيه : إن الله فوق عرشه وسماواته . 2 - خشيش بن اصرم مؤلف كتاب الاستقامة ، يعرفه الذهبي بأنه كان صاحب سنة وأتباع يرد فيه على أهل البدع ويريد منه أهل التنزيه الذين يرفضون أخبار التشبيه ( توفي عام 253 ه ) [2] . 3 - أحمد بن محمد بن الأزهر بن حريث السجستاني السجزي ، نقل الذهبي في ميزان الاعتدال عن السلمي قال : " سألت الدارقطني عن الأزهري ، فقال : هو أحمد بن محمد بن الأزهر بن حريث ، سجستاني منكر الحديث ، لكن بلغني أن ابن خزيمة حسن الرأي فيه وكفى بهذا فخرا " [3] . يلاحظ عليه أنه : كفى بهذا ضعفا ، لأن ابن خزيمة هذا رئيس المجسمة والمشبهة ، ومنه يعلم حال السجستاني ، والجنس إلى الجنس يميل .