responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 305


عليها ، فما ترى في كتب الحديث قديما وحديثا من الأخبار الكثيرة حول التجسيم ، والتشبيه ، والقدر السالب للاختيار والرؤية ونسبة المعاصي إلى الأنبياء ، فكل ذلك من آفات المستسلمة من اليهود والنصارى فقد حسبها المسلمون حقائق راهنة وقصصا صادقة ، فتلقوها بقبول حسن نشرها السلف بين الخلف واستديم الأمر على ذلك .
ومن العوامل التي فسحت المجال للأحبار والرهبان لنشر ما في العهدين بين المسلمين حظر تدوين حديث الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونشره ونقله والتحدث به أكثر من مائة سنة ، فأوجد الفراغ الذي خلفه هذا العمل أرضية مناسبة لظهور بدع يهودية ونصرانية وسخافات مسيحية وأساطير يهودية خصوصا من قبل كهنة الرسول ورهبان النصارى .
كان التحدث بحديث الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمرا مكروها بل محظورا من قبل الخلفاء إلى عصر عمر بن عبد العزيز ( 19 - 101 ه‌ ) بل إلى عصر المنصور العباسي ( 143 ه‌ ) ولكن كان المجال للتحدث بالأساطير من قبل هؤلاء أمرا مسموحا به ، وهذا هو تميم بن أوس الداري من رواة الأساطير وقد أسلم سنة تسع للهجرة ، وهو أول من قص بين المسلمين واستأذن عمر أن يقص على الناس قائما ، فأذن له وكان يسكن المدينة ثم انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان [1] .
فإذا سمحت الظروف بمثل هذا الكتابي أن يتحدث بما تعلم في حياته السابقة ومنعت عن التحدث بحديث الرسول كان المجال خصبا لنشر الأساطير والعقائد الخرافية .
يقول الشهرستاني : " وضع كثير من اليهود الذين اعتنقوا الإسلام أحاديث



[1] ابن عبد البر : الإستيعاب في هامش الإصابة ، وابن حجر : الإصابة : 1 / 189 ، والجزري : أسد الغابة : 1 / 215 ، والمتقي الهندي : كنز العمال : 1 / 281 برقم 29448 .

305

نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست