نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 215
الاجتهاد مقابل النص : التحق النبي الأكرم بالرفيق الأعلى وقد حدث بين المسلمين اتجاهان مختلفان ، وصراعان فكريان ، فعلي ومن تبعه من أئمة أهل البيت ، كانوا يحاولون التعرف على الحكم الشرعي من خلال النص الشرعي آية ورواية ، ولا يعملون برأيهم أصلا ، وفي مقابلهم لفيف من الصحابة يستخدمون رأيهم للتعرف على الحكم الشرعي من خلال التعرف على المصلحة ووضع الحكم وفق متطلباتها . إن استخدام الرأي فيما لا نص فيه ، ووضع الحكم وفق المصلحة أمر قابل للبحث والنقاش ، إنما الكلام في استخدامه فيما فيه نص ، فالطائفة الثانية كانت تستخدم رأيها تجاه النص ، لا في خصوص ما لا نص فيه من كتاب أو سنة بل حتى فيما كان فيه نص ودلالة . يقول أحمد أمين المصري : ظهر لي أن عمر بن الخطاب كان يستعمل الرأي في أوسع من المعنى الذي ذكرناه ، وذلك أن ما ذكرناه هو استعمال الرأي حيث لا نص من كتاب ولا سنة ، ولكنا نرى الخليفة سار أبعد من ذلك ، فكان يجتهد في تعرف المصلحة التي لأجلها نزلت الآية أو ورد الحديث ، ثم يسترشد بتلك المصلحة في أحكامه ، وهو أقرب شئ إلى ما يعبر عنه الآن بالاسترشاد بروح القانون لا بحرفيته [1] . إن الاسترشاد بروح القانون الذي أشار إليه أحمد أمين أمر ، ونبذ النص والعمل بالرأي أمر آخر ، ولكن الطائفة الثانية كانوا ينبذون النص ويعملون بالرأي ، وما روي عن الخليفة في هذه المسألة ، من هذا القبيل . وإن كنت في ريب
[1] أحمد أمين : فجر الإسلام : 238 ، نشر دار الكتاب .
215
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 215