نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 107
في بني إسرائيل من دخله غفر له " [1] . وفي حديث ثالث : " النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس " [2] . ومن المعلوم أن المراد ليس جميع أهل بيته على سبيل الاستغراق ، لأن هذه المنزلة ليست إلا لحجج الله ، وهم ثلة منتخبة مصطفاة من أهل بيته ، وقد فهمه ابن حجر فقال : يحتمل أن المراد بأهل البيت الذين هم أمان : علماؤهم ، لأنهم الذين يهتدى بهم كالنجوم ، والذين إذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون . وقال في مقام آخر : إنه قيل لرسول الله : ما بقاء الناس بعدهم ؟ قال : " بقاء الحمار إذا كسر صلبه " [3] . والمراد من تشبيههم ( عليهم السلام ) بسفينة نوح ، من أن من لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه وأصوله عنهم نجا من عذاب الله ، ومن تخلف عنهم كان كمن أوى يوم الطوفان إلى جبل ليعصمه من أمر الله فما أفاده شيئا فغرق وهلك . والوجه في تشبيههم بباب حطة ، هو أن الله تعالى جعل ذلك الباب مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سببا للمغفرة ، وقد جعل انقياد هذه الأمة لأهل بيت نبيها وأتباعهم أيضا مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سببا للمغفرة . وقد أوضح ابن حجر حقيقة التشبيه في الحديث الشريف فقال : " ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم ، وعظمهم شكرا لنعمة مشرفهم وأخذ بهدي
[1] النبهاني : الأربعون حديثا : 216 نقله عن الطبراني في الأوسط . [2] رواه الحاكم في مستدركه بسنده عن ابن عباس : 3 / 149 . [3] ابن حجر : الصواعق : 91 ، 142 ( الباب الحادي عشر ) .
107
نام کتاب : البدعة ، مفهومها ، حدها وآثارها نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 107