القسم الرابع : دراسة تاريخ أهل الحديث في القرون الثلاثة هنا ينبغي دراسة أفكار محمد بن إسماعيل البخاري وطبقة أهل الحديث تاريخيا ، خاصة في عهد المتوكل العباسي ، باعتباره أول من أظهر السنة كما ورد ذلك في تاريخ الرجال ، فهو أول خليفة نقض سيرة آبائه وأجداده ، فاستخدم طبقة من المحدثين ووهبهم الجوائز والمرتبات المغرية في الرد على المعتزلة والجهمية ، فانتشرت في عهده أخبار التجسيم والتشبيه ، فكان البخاري في طليعة من ضبط هذه الأخبار التي أخذها عن مشايخه دون واسطة . فابنا أبي شيبة محمد بن عبد الله بن محمد بن شيبة وعثمان بن أبي شيبة هما أخوان ومن المكثرين في رجال البخاري . فهؤلاء من هذه الطبقة التي أغدق عليها المتوكل بجوائزه لوضع الأخبار في الرد على أخبار المعتزلة والجهمية ، إذ جلسوا يحدثون الناس في مسجد الرصافة ومدينة المنصور . يقول الذهبي : " أنه أشخص الفقهاء والمحدثين ، فكان فيهم : مصعب الزبيري ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وإبراهيم بن عبد الله الهروي ،