نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 77
الفصل الرابع أثر الإيمان والكفر على الفرد والمجتمع إن الإيمان بالله تعالى هو منبع الفضائل ، كما أن الكفر به هو مصدر الرذائل كلها . فبينما كان الفرد مدنسا بالشرك ، وعبدا لأهوائه ولأصنامه الموهومة وللقوى الاجتماعية المتنفذة ، أصبح ببركة الإيمان مطهرا من الشرك وسيدا على نفسه ووجد طريقا للخلاص من جاهليته في الاعتقاد والسلوك . وبينما كان المجتمع الجاهلي ممزقا وفاقدا للعدالة غدا بفضل عقيدة التوحيد قويا موحدا يرتكز على قواعد الحق والعدل . ومن الشواهد التي تعكس لنا النقلة الحضارية الكبرى التي أحدثها الإيمان على صعيد الفرد والمجتمع ما قاله جعفر بن أبي طالب ( قدس سره ) للنجاشي ملك الحبشة لما سأله الأخير عن سبب هجرتهم ومفارقتهم دين قومهم ، فأجابه قائلا : " أيها الملك ، كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسئ الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق
77
نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 77