نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 5
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المركز الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين . لم يعد الحديث عن الإيمان حديثا تكراريا ، ولا خطابا " رجعيا " كما كان يذاع من قبل الدعوات المادية وهي في ذروة تصاعدها وفي طور التأسيس لكياناتها المستقلة ، لم يعد كذلك بعد أن وجدت هذه الدعوات نفسها مضطرة إلى استعارة الكثير من قيم الإيمان ومبادئه السامية . . ذلك حين أثبتت لها تجارب الحياة أن دعوتها المادية إنما هي " مثالية " من نمط آخر ، إذ أنها كانت تريد أن تصنع انسانا غير هذا الإنسان ، أو أنها كانت تظن أن ما جاءت به الأديان إنما هو محض خرافة ، فلما عركتها التجارب أدركت بأنها غارقة في خيال بعيد حين خيل إليها إن الإنسان ما هو إلا كتلة من اللحم والدم والعظام التي يجب أن تعيش في إطار هذه المكونات - ولأجلها وحسب - فمن الطبيعي أن تهزم مثل هذه الأفكار أمام طبيعة الإنسان الثنائية التي لا يمكن إلغاء إحدى قطبيها بحال من الأحوال . . فلم يعد الإيمان إذن حديث خرافة إنما هو حديث طبيعة الإنسان وطبيعة الحياة أيضا . ومن ناحية أخرى ، عندما ندقق النظر ، نجد أن القرآن الكريم حين تحدث عن الإيمان ، فقد تحدث عنه في أبعاد متعددة ، ولم يجعله حديثا تأنس به الروح في يومها من أجل أن تطمئن لغدها ، أنسا صوفيا وحسب . لقد تحدث القرآن عن الإيمان كقضية فرد يرجو لقاء ربه والفوز في الحياة الآخرة : * ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) * . * ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) * ، * ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) * . وتحدث عنه كقضية مجتمع وأمة ، لها دورها الأكبر في تقرير مصيرها الحضاري
5
نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 5