نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 48
عن شخصياتهم ، توخيا للثواب الجزيل على صدقة السر ، وبعدا عن الرياء فكانوا في إعانة الملهوف كالبنفسج المختبئ بين لفائف الأدغال ينشق الناس طيبه ويحمدون عرفه وإن لم يعرفوا مكانه . وفي الخصال بسنده عن الباقر ( عليه السلام ) : ( كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم ، وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه ، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما توفى فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين ، ولقد خرج ذات يوم وعليه مطرف خز فتعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضى وتركه ) ( 1 ) . من جانب آخر أن المؤمن ألف مألوف ، يتحبب إلى الناس ، ويسعى لكسب رضاهم ، يقول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( المؤمن مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ) ( 2 ) . فالمؤمن لا يعيش منعزلا خلف الأسوار العالية والأبراج العاجية ، بل يتفاعل مع الناس ويحرص على مداراتهم والترفق بهم ، وقد اعتبر الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن : ( مداراة الناس نصف الإيمان ، والرفق بهم نصف العيش ) ( 3 ) . وهناك قرينة اجتماعية قوية تفرز لنا الإيمان الحقيقي من المزيف وهي علاقة المؤمن بجيرانه ، فمن أحسن إليهم كشف لسان حاله عن عمق إيمانه . وقد صاغ الإمام الصادق ( عليه السلام ) قاعدة تلازمية لا تقبل الخطأ بين الإيمان والإحسان إلى الجيران ، عن أبي حمزة قال : سمعت أبا
1 ) في رحاب أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، للسيد محسن الأمين 3 : 194 . 2 ) أصول الكافي 2 : 102 / 17 كتاب الإيمان والكفر . 3 ) المصدر السابق 2 : 117 / 5 .
48
نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 48