responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 44


وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ( كان بالمدينة رجل بطال يضحك الناس منه ، فقال : قد أعياني هذا الرجل أن أضحكه يعني علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : فمر علي ( عليه السلام ) وخلفه موليان له فجاء الرجل حتى انتزع ردائه من رقبته ثم مضى لم يلتفت إليه علي ( عليه السلام ) فاتبعوه وأخذوا الرداء منه فجاؤوا به فطرحوه عليه ، فقال لهم من هذا ، فقالوا له هذا رجل بطال يضحك أهل المدينة ، فقال ( عليه السلام ) : قولوا له إن لله يوما يخسر فيه المبطلون ) ( 1 ) .
4 - قوة الإرادة : وهي من علامات المؤمن الرئيسية التي يتمكن من خلالها من كبح شهواته والسيطرة على غرائزه ، فالإنسان بلا إرادة كالسفينة بلا بوصلة سرعان ما تنحرف عن المسير فالإرادة هي الخيط المتين الذي يكبح جموح النفس ويمكنها من السيطرة على رغباتها . فمن يفتقد الإرادة - إذن - يكون حاله كقارب تمزقت حبال مرساته في بحر هائج مائج !
وهنا يبدو من الضروري بمكان الإشارة الاجمالية إلى علائم نفسية أخرى تميز المؤمن عن غيره قد تنكشف لنا من خلال نظرته الواعية لمن حوله وما حوله ، كما قد تظهر أيضا في طبيعة صمته وذكره أو سرعة رضاه وعفوه عمن أساء إليه ، كما قد ننتهي إليها من نيته وما يضمره من الخير للغير ، ويجمع هذه الأمور ما ورد عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( إن المؤمن إذا نظر إعتبر ، وإذا سكت تذكر ، وإذا تكلم ذكر ، وإذا استغنى شكر . وإذا أصابته شدة صبر ، فهو ربيب الرضى بعيد السخط ، يرضي عن الله اليسير ، ولا يسخطه الكثير ولا يبلغ بنيته إرادته في الخير ، ينوي كثيرا في الخير


1 ) المصدر السابق : 183 / 6 .

44

نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست