نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 18
فالمؤمن حقا هو الواثق بالله تعالى وحكمته المستسلم لقضائه ، والمتقبل لما يجئ به قدر الله في اطمئنان أيا كان . روى الصدوق ( رحمه الله ) بسنده عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه لقي في بعض أسفاره ركب فقال : ( ما أنتم ؟ قالوا : نحن مؤمنون ، قال : فما حقيقة إيمانكم ؟ قالوا : الرضا بقضاء الله والتسليم لأمر الله والتفويض إلى الله تعالى فقال : علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء ، فإن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تجمعوا ما لا تأكلون واتقوا الله الذي إليه ترجعون ) ( 1 ) . فالرضا بقضاء الله والتسليم لأمره من أعلى مظاهر الإيمان وهما من أبرز الخصال التي يتصف بها الأنبياء ، ومن يتمسك بها يرتقي إلى قمة الهرم الإيماني ويكون قد حصل على لباب العلم وجوهر الحكمة . وفي هذا الصدد قيل لأبي عبد الله ( عليه السلام ) بأي شئ يعلم المؤمن أنه مؤمن ؟ قال ( عليه السلام ) : ( بالتسليم لله والرضا بما ورد عليه من سرور أو سخط ) ( 2 ) . ثانيا : الحب في الله والبغض في الله : وهو من أبرز المظاهر العاطفية التي تعكس حقيقة الإيمان ، فحينما يؤثر الإنسان - على ما يحبه ويهواه - ما يحبه الله تعالى ويرضاه ، وحينما يكون غضبه لله لا لمصلحته الخاصة ، فلا شك أن هذا الشعور العاطفي العالي يكون مصداقا جليا على عمق إيمانه ومصداقيته . ولذا ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لا يجد العبد حقيقة الإيمان حتى يغضب لله ، ويرضى لله ، فإذا فعل ذلك فقد استحق حقيقة
1 ) معاني الأخبار ، للصدوق : 187 باب معنى الإسلام والإيمان . 2 ) أصول الكافي 2 : 62 / 12 كتاب الإيمان والكفر .
18
نام کتاب : الإيمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 18