نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 200
هذا وهو يفسر قوله سبحانه : * ( مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان ) * ( 1 ) بأن مرج البحرين هو بحر الهيولي الجسمانية الذي هو الملح الأجاج ، وبحر الروح المجرد هو العذب الفرات ، يلتقيان في الموجود الإنساني ، وإن بين الهيولى الجسمانية والروح المجردة برزخ هو النفس الحيوانية التي ليست في صفاء الروح المجردة ولطافتها ، ولا في كثرة الأجساد الهيولائية وكثافتها ، ولكن مع ذلك لا يبغيان أي لا يتجاوز أحدهما حده فيغلب على الآخر بخاصيته فلا الروح المجردة تجرد البدن وتخرج به وتجعله من جنسه ولا البدن يجسد الروح ويجعله ماديا ( 2 ) . * * * 5 - التفسير حسب الأصول العلمية الحديثة : وهناك تفسير بالعقل باسم التفسير العلمي أكثر منه الشيخ محمد عبده ، والسيد سير أحمد خان الهندي ، والطنطاوي الجوهري ، ونحن نكتفي هنا بنماذج من تفسير " المنار " الذي جمعه تلميذه السيد محمد رشيد رضا منشئ المنار . 1 - كتب الأستاذ في تفسير قوله سبحانه : * ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين * فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين ) * ( 3 ) . كتب ما يلي : " إن السلف من المفسرين - إلا من شذ - ذهب إلى أن معنى قوله : * ( كونوا قردة خاسئين ) * أن صورهم مسخت فكانوا قردة حقيقيين . وإنما نسب هذا المعنى إلى السلف ، لأنه يصطدم بالمنهج الذي اختاره
1 . الرحمن : 19 - 20 . 2 . تفسير ابن عربي : 2 / 280 . 3 . البقرة : 65 - 66 .
200
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 200