نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 186
عجائبه ، ولا تبلى غرائبه " ( 1 ) . وقد عبر عنه سيد الأوصياء ، قال : " وسراجا لا يخبو توقده ، وبحرا لا يدرك قعره - إلى أن قال : - وبحر لا ينزفه المستنزفون وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون ( 2 ) " . ولأجل ذلك صار القرآن الكريم ، النسخة الثانية لعالم الطبيعة الذي لا يزيد البحث فيه والكشف عن حقائقه إلا معرفة أن الإنسان لا يزال في الخطوات الأولى من التوصل إلى مكامنه الخفية وأغواره البعيدة . والمترقب من الكتاب العزيز النازل من عند الله الجليل ، هو ذاك وهو كلام من لا تتصور لوجوده وصفاته نهاية فيناسب أن يكون فعله مشابها لوصفه ، ووصفه حاكيا عن ذاته وبالتالي يكون القرآن مرجع الأجيال وملجأ البشرية في جميع العصور . ولما ارتحل النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والتحق بالرفيق الأعلى ، وقف المسلمون على أن فهم القرآن وإفهامه يتوقف على تدوين علوم تسهل التعرف على القرآن الكريم ولأجل ذلك قاموا بعملين ضخمين في مجال القرآن : الأول : تأسيس علوم الصرف والنحو واللغة والاشتقاق وما شابهها لتسهيل التعرف على مفاهيم ومعاني القرآن الكريم أولا ، والسنة النبوية ثانيا ، وإن كانت تقع في طريق أهداف أخرى أيضا لكن الغاية القصوى من القيام بتأسيسها وتدوينها ، هو فهم القرآن وإفهامه . الثاني : وضع تفاسير في مختلف الأجيال حسب الأذواق المختلفة