نام کتاب : الأنوار الساطعة من الغراء الطاهرة ( خديجة بنت خويلد ) نویسنده : الشيخ غالب السيلاوي جلد : 1 صفحه : 19
القصاع وأكل الناس جميعا حتى شبعوا وطربوا وغمرهم السرور وأشرقت السعادة في القلوب ، فما في مكة رجل ولا امرأة ولا شاب ولا فتاة إلا شارك بهذه المناسبة العزيزة ، وبلغ الفرح مداه فأي حديث أعظم في نظرهم من هذا الحديث ، إذا لم تسعد مكة بهذا الزواج فبأي زواج غيره تسعد ، وبأية مناسبة غيرها تطرب وتفرح وتلعب ؟ ومضت الحياة بالزوجين الكريمين هانئة سعيدة طيبة ، ووجد محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في خديجة عطف الزوجة وحنانها وبرها ووفاءها ، فكانت له نعم الزوج مودة ورحمة ، وكان لها خير الأزواج عطفا وحنانا ، ولقد ملأ محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليها الدنيا وأحست بالسعادة تملأ البيت وتفيض على قلبها ونفسها . وقد كانت تعلم أنها تزوجت رجلا ليس كسائر رجال مكة ، بل لا مثيل له ولا مشابه في الجزيرة العربية كلها ، إنه رجل لا يأنس إلى خمر ولا يلجأ إلى جوار صنم ولا ينتظم به مجلس ميسر ولا تستخف بعقله مباهج الحياة وإغراءاتها التي جذبت أكثر أبناء مكة من رجال ونساء . وجدت خديجة نفسها أمام شخصية فذة محت ما علق بذهنها من خيال ، إن ذكرت الأخلاق وما يتحلى به الرجال من صفات فإن محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد بلغ أعلى درجات الكمال الإنساني ، وإن ذكرت الرجولة والحكمة فليس في الوجود من هو أملك لها من زوجها ، لقد وجدت فيه من آيات الرجال وصفاتهم ما لم تر فيمن عرفت ، بل ما لم تسمع بمثله أبدا عند أحد من
19
نام کتاب : الأنوار الساطعة من الغراء الطاهرة ( خديجة بنت خويلد ) نویسنده : الشيخ غالب السيلاوي جلد : 1 صفحه : 19