نام کتاب : الأنوار الساطعة من الغراء الطاهرة ( خديجة بنت خويلد ) نویسنده : الشيخ غالب السيلاوي جلد : 1 صفحه : 15
تقترب من الكمال ، وقد أجمع الناس على ما امتازت به خلقا وخلقا ، فلم تخضع للمال الذي يفيض عليها من تجارتها ، ولم تستعبدها التجارة فتتحكم في خصالها وتجعلها لتحقيق رغبة أو لتجني ثمرة إنما هي التي تخضع كل هذا لعاطفة سامية . قال العلماء والكتاب في تحليلها : كانت نفسها مشغولة عن الناس وعن التحدث في أمورهم بالبحث والسؤال عما وراء هذه الحياة ، كانت تسأل عن الرسل الذين أرسلوا وعن الرسول الذي سيرسله الله لهداية الناس وعن الإله العظيم الخليق بالعبادة والذي ينبغي السجود له والخضوع لسلطانه ، يساعدها في هذا التفكير نفسها الصافية وزكاؤها المتوقد . فقد روت كتب التأريخ أنها كانت دائمة الحديث مع ابن عمها الشيخ الكبير ورقة بن نوفل في الرسول الذي سيرسله الله لهداية البشر وكانت دائما تردد أسئلة بينها وبين نفسها : هل قرب زمن هذا النبي ؟ وهل ستراه ؟ وما من مكانها منه ؟ لقد أبعدها هذا التفكير السامي في الرسالة المنتظرة والرسول عن لغو الحياة الذي كان متبعا ذاك الزمان ، فارتفعت إلى مقام محمود بين الناس جعلها تفوز بلقب " سيدة نساء قريش " . ولم تكن قريش خالية من نساء كريمات ، فقد كان في مكة وفي قريش خاصة كثير من النساء ذوات العقل والتفكر وصاحبات الحزم والثبات ،
15
نام کتاب : الأنوار الساطعة من الغراء الطاهرة ( خديجة بنت خويلد ) نویسنده : الشيخ غالب السيلاوي جلد : 1 صفحه : 15