الأمر الذي كان محط نظر العلامة المحقق ومحل إشكالاته ، حيث إن تبني أو ترجيح الاتجاه الأول لا ينسجم مع وصف النبي ، الذي قدم أسلوبا رائعا في الحوار ، بالسذاجة . وسيأتي المزيد من التوضيح حول كلام صاحب " من وحي القرآن " عن نبي الله إبراهيم ( ع ) . والحقيقة أن ما قام به " الكاتب " كان غاية في التقليد والترديد لمقولات صاحب " من وحي القرآن " المتهافتة والمتناقضة بحيث أنه لم يأت بشيء جديد مما يجعله مصداقا لقول القائل : " وهل من نهاية في التقليد أبلغ من أن يتبع المقلّد إمامه في خروجه عن عقله . . وهل من خروج عن العقل أعظم من أن يقول المرء بالشيء ونقيضه " . والجدير ذكره أن كتاب " من وحي القرآن " طبع وهو في متناول أيدي الناس على إختلاف مستوى وعيهم وثقافتهم ، فهو بين أيدي المثقفين كما هو بين أيدي العوام ، الأمر الذي يدعو بشكل ملح إلى مراعاة إختلاف مستويات الفهم ، وهذا ما كان يجدر " بالكاتب " أن يعالجه لا سيما أنه قد أشار إليه ( ) وتوقف عنده داعيا لمراعاة الألفاظ التي يفهمها العامي من غير وجهها اللغوي الصحيح من قبل الخطباء والكتّاب [2] ، لكنه اعترض بأن ذلك على إطلاقه يؤدي إلى كوارث خطيرة [3] . إلا أنه لم يلفت أو لم يلتفت إلى أن تجاهل صاحب " من وحي القرآن " وعدم مراعاته لهذا الأمر في المقابل هو الذي ينشر هذه الكوارث ويزيدها خطورة ، لا فهم العامي أو المثقف ، هذا إذا سلمنا أن الأمر ناشئ عن عدم مراعاة الألفاظ التي نرى أنها أحيطت بعناية فائقة لتؤدي المعنى المراد منها بدقة ، ودليلنا على ذلك هو الطبعة الثانية الجديدة لكتاب " من وحي القرآن "
( 1 ) مراجعات في عصمة الأنبياء ص 68 . [2] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 68 . [3] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 68 .