وأمره بركوب السفينة ، فلم يأتمر ، ثم حال الموج بينهما ، فوجد نوح ( ع ) وهو يرى أنه مؤمن بالله من أهله وقد وعده الله بإنجاء أهله " [1] . ولم تمض إلاّ سطور قليلة ، حتى كرّر الطباطبائي ( قده ) كلامه قائلا : " وكان أهله - غير امرأته - حتى ابنه هذا مؤمنين به ظاهرا ، ولو لم يكن ابنه هذا على ما كان يراه نوح ( ع ) مؤمنا ، لم يدعه البتة إلى ركوب السفينة ، فهو ( ع ) الداعي على الكافرين ، السائل هلاكهم بقوله : { رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا } فقد كان يرى ابنه هذا مؤمنا ، ولم تكن مخالفته لأمر أبيه إذ أمره بالركوب في السفينة كفرا أو مؤديا إلى الكفر ، وإنما هي معصية دون الكفر " [2] . وبعد هذا الذي أوضحناه ، نجد أن ثمة سؤالا يلح وهو : لماذا هذا الإمعان من " الكاتب " بالحذف والتقطيع للنصوص ، والقفز ، أو الوثب الطويل فوق السطور ؟ ! ! فإن كان " الكاتب " يهوى القفز أو الوثب الطويل فليمارس هذه الهواية في ملاعب الرياضة لا في كتب الأعلام لا سيما تفاسير كتاب الله سبحانه وتعالى ؟ ! ! هذا ما سنجيب عنه ونوضحه بعد قليل عند مقارنة كلام العلماء الأعلام مع ما ذكره صاحب " من وحي القرآن " . تفسير الصافي : إنه ليس على دينك : وما فعله " الكاتب " بنص الطباطبائي ( قده ) كرره في نص تفسير الصافي . فقد نقل عنه قوله : " { يا نوح إنه ليس من أهلك } الذين وعدتك بنجاتهم . . { فلا تسألن ما
[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 275 . [2] الميزان ج 10 ص 233 .