وعليه نسأل هذا " الكاتب " : من هم هؤلاء المفسرون الذين ذهبوا إلى القول بأن ما جرى من موسى ( ع ) هو من أجل إظهار خطورة ما صدر من القوم في محاولة لتأويل تلك المواجهة ؟ ! . نعم من هم هؤلاء المفسرون ( بالجمع ) وهو القائل في صدر بحثه هذا : إن هذا الرأي رأي قديم للمفيد ( قده ) وذلك في محاولة إيحائية منه أراد بها توهين هذا الرأي وإظهاره بأنه رأي تفرّد به المفيد ( قده ) ولم يذهب إليه أحد لا قبله ولا بعده سوى العلامة المحقق ؟ ! ! وقد بيّنا أن الأمر على عكس ذلك تماما حيث عرضنا نصوصا تدل على أن هذا الرأي قد ذهب إليه أعلام تقدموا على المفيد ( قده ) وتأخروا عنه وغيرهم من المعاصرين ، ولم يكن الصدوق ( قده ) أو لهم كما لم يكن الشيخ السبحاني آخرهم ، فلا نعيد . . . 3 - إن " الكاتب " عمد إلى اقتطاع كلام العلامة المحقق المتعلق بنفي ان يكون موسى ( ع ) قد غضب على أخيه هارون ( ع ) حيث اكتفى بنقل تبرير العلامة المحقق لهذا النفي بقوله : " لأن ذلك لا يعني أنه عليه السلام كان يتهم أخاه النبي هارون عليه السلام بارتكاب المعصية ، ويحمّله مسؤولية ما جرى " [1] . مع أن لهذا الكلام تكملة هامة تمثل حجة دامغة ودليلا إقناعيا دقيقا هي قوله أيده الله : " ويحمله مسؤولية ما جرى ، ويتهمه بالتساهل والتخلف عن أن يكون عضدا له ، يشدّ أزره ، ويشركه في أمره ، وذلك مما لا يمكن قبوله في حق الأنبياء " [2] . وهذا الكلام في غاية الدقّة واللطافة ، فإن اتهام موسى ( ع ) لأخيه وتحميله المسؤولية ، هو اتهام بالتساهل في أمر خطير جدا ، يتمثل بانحراف القوم ، وإشراكهم بالله ، بينما نجد موسى ( ع ) عندما طلب من الله إشراك
[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 225 . [2] خلفيات ج 1 ص 116 .