هذا الذي ذكره العلامة المحقق ، علّق عليه " الكاتب " تحت عنوان : تأويل غريب ! ! ! قائلا : " وهذا وجه لم يسبقكم إليه أحد من المفسرين ، لا من القدماء ، ولا من المعاصرين ، بل لم يخطر على بال واحد منهم " [1] فاقرأ وأعجب ! ! ! . مما مرّ يتبين بشكل واضح ، بل فاضح مدى زيف ادعاءات هذا " الكاتب " وتهويلاته ، وتهكماته على العلامة المحقق ، إذ كيف " قطع " و " جزم " بأن رأي العلامة المحقق هو مما لم يسبقه إليه أحد من المفسرين قاطبة لا من القدماء ولا من المعاصرين على حد تعبيره . مع أن كلام الشيرازي بين يديه صريح وواضح بأن من أهداف هذه الحادثة : " أن يثبت للجميع براءة هارون ( ع ) . . . حتى لا يتهموه فيما بعد بالتهاون في أداء رسالته " [2] . فهل نقول أنه ليس عنده تفسير الأمثل ؟ ! كيف وقد نقل عنه تلك النصوص التي : " قطعها تقطيعا ومزقها تمزيقا ، فلم يعد في البين سياق ولا ظهور " كما يحلو له أن يعبّر . أم نقول : إن " الكاتب " يحمل الكتاب بين يديه ، ولكنه قاصر عن فهم معانيه ؟ كيف وهو الذي يدعي المعرفة باتجاهات التفسير ، ومناهجه ويتهم الآخرين بعلمهم ! ! . أم نقول : أن الكتاب لديه ونصوصه بين يديه ، لكنه لم يلتفت إلى هذا النص ؟ ! كيف وهو يقفز فوق سطوره قفزا ! ! إذن لا محيص عن القول : إنه الدهاء والفجور وإن لم تستح فافعل ما شئت . وإن ما ذكره هؤلاء الأعلام ليس بتأويل غريب . . إلا عند القاصرين .
[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ، ص 230 . [2] الأمثل ، ج 10 ، ص 58 .