responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 315


هذه هي حال " كاتبنا " الذي أتى بكلام العلامة الطبرسي ( قده ) على أنه شاهد لما يرمي إليه وإذا به شاهد عليه .
فقد نقل عنه ( قده ) قوله في ( جوامع الجامع ) :
" وعنّف بأخيه وخليفته على قومه إذ أجراه مجرى نفسه إذا غضب في القبض على شعر رأسه ووجهه " . [1] وهذا كلام صريح من العلامة الطبرسي ( قده ) في أن موسى ( ع ) لم يغضب على أخيه هارون ( ع ) كما صّرح بذلك " صاحب من وحي القرآن " الذي ذهب أيضا إلى أن موسى ( ع ) قد غضب على هارون لأنه : " اعتبره مسؤولا عما حدث من خلل التساهل معهم وعدم ممارسة الضغط الشديد عليهم " [2] .
وما ذهب إليه الطبرسي ( قده ) هو أحد الوجوه التي ذكرها الأعلام في تنزيه موسى ( ع ) وقد ذهب إليه الطوسي ( قده ) أيضا كما سترى .
وكذلك السيد المرتضى ( علم الهدى ) الذي قال :
" ليس فيما حكاه الله تعالى عن فعل موسى ( ع ) وأخيه عليهما السلام مما يقتضي وقوع معصية ولا قبيح من واحد منهما ، وذلك أن موسى ( ع ) أقبل وهو غضبان على قومه لما أحدثوه بعده مستعظما لفعلهم مفكرا منكرا ما كان منهم ، فأخذ برأس أخيه وجرّه إليه كما يفعل الإنسان بنفسه مثل ذلك عند الغضب وشدة الفكر . ألا ترى أن المفكر الغضبان قد يعض على شفتيه ويفتل أصابعه ، ويقبض على لحيته ؟ فأجرى موسى ( ع ) أخاه هارون مجرى نفسه ، لأنه كان أخاه وشريكه ، وحريمه ، ومن يمسّه من الخير والشر ما يمسّه ، فصنع به ما يصنعه الرجل بنفسه في أحوال الفكر والغضب ، وهذه الأمور تختلف أحكامها بالعادات ، فيكون ما هو استخفاف في بعضها إكراما في غيرها ، ويكون ما هو إكرام في موقع استخفافا في آخر " [3] .



[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ، ص 221 نقلا عن جوامع الجامع ، ص 285 .
[2] من وحي القرآن ، ج 10 ، ص 176 .
[3] تنزيه الأنبياء ، ص 116 .

315

نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست