responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 309


فإذا تصرفت معي بهذه الطريقة . . فإن ذلك سوف يكون دافعا لشماتة الأعداء بي . . لأنني قاومتهم وجابهتهم . . وها هم يرونني أمامك واقفا وقفة المذنب من دون ذنب . . فلا تفعل بي ذلك { ولا تجعلني مع القوم الظالمين } لأني قمت بما اعتقدت أنه مسؤوليتي من دون تقصير . .
وشعر موسى بالحرج . . وسكن غضبه . . فرجع إلى الله يستغفره ، لنفسه ولأخيه ، لا لذنب ارتكباه . . ولكن للجو الذي ابتعد فيه القوم عن الله ، من خلال الفكرة التي كانت تلح عليهما . . فيما لو كان الاحتياط للموقف أكثر ، فقد تكون النتائج أفضل . . " " وتبقى لفكرة العصمة . . بعض التساؤلات ، كيف يخطئ هارون في تقدير الموقف ، وهو نبي . . أو كيف يخطئ موسى في تقدير موقف هارون ، وهو النبي العظيم ، وكيف يتصرف معه هذا التصرف . . ولكننا قد لا نجد مثل هذه الأمور ضارة بمستوى العصمة . . لأننا لا نفهم المبدأ بالطريقة الغيبية التي تمنع الإنسان من مثل هذه الأخطاء في تقدير الأمور . . بل كل ما هناك ، أنه لا يعصي الله في ما يعتقد أنه معصية ، أما أنه لا يتصرف تصرفا خاطئا يعتقد أنه صحيح ومشروع . . فهذا ما لا نجد دليلا عليه . . بل ربما نلاحظ في هذا المجال حياتهم العملية . . قد يؤكد الحاجة إلى الإيحاء بأن الرسالية لا تتنافى مع بعض نقاط الضعف البشري في الخطأ في تقدير الأمور . . والله العالم بأسرار خلقه . . " [1] " ربما كانت القضية على أساس أنه اعتبر أن هارون قصّر ، وليس من الضروري أن يكون تقصيره معصية . . " " هارون عنده تقييم معين للمسألة ، وانطلق فيها من حالة أنه قال : { إني خشيت أن تقول : فرقت بين بني إسرائيل } ، ولهذا واجه القضية بطريقة لينة .
وكان موسى ( ع ) يعتقد على أنه لازم تواجه القضية بقوة ، لأن بني إسرائيل لا يفهمون إلاّ بلغة القوة . . إلخ " [2]



[1] خلفيات ، ج 1 ، ص 111 - 114 ، نقلا عن : من وحي القرآن ، ج 10 ، ص 176 - 179 .
[2] ن . م ، نقلا عن مجلة الموسم ، عدد 3 و 4 ، ص 321

309

نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست