responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 231


لأنه وكما ذكرنا ، فإن كل مفردة من مفردات الآية تدلل بما لا شك فيه على أن موسى ( ع ) كان يعلم أن في الأمر سرا ، وأن مبادرته للإعتراض إنما هي للمخالفة الظاهرية لهذا الفعل ، لا لأنه لا يعلم بأن لها تأويلا !
ب - قد يقال في الإجابة الثانية عن هذا السؤال :
إن القضية تريد أن تحكم من الناحية العملية على الأحداث بعيدا عن حجية ظواهرها .
وعليه : صحيح أن موسى ( ع ) كان يعلم بوجود سرّ وراء فعل العبد الصالح ، ولكن الآيات تريد ان تشير إلى أنه لا ينبغي الاعتراض ، حتى مع عدم العلم ، فكيف مع وجود العلم بأن وراء هذه الأفعال تأويلا ؛ لتنطلق القضية بأن على موسى ( ع ) العمل وفق هذا الأمر أيضا ، وبالتالي الحكم بحسب الواقع لا الظاهر ؟ .
وهذه الإجابة ، وإن تخلصت من الإشكال الذي يرد على الجواب الأول ، لكنها تواجه إشكالات متعددة ومحكمة يصعب على من يتمسك بها الإجابة عنها . . فلاحظ ما يلي :
1 - إن الادعاء بأن القصة تريد أن تشير إلى ضرورة عدم الاعتراض على ما هو مخالف ظاهرا لأحكام الشريعة حتى لمن لا يملك العلم بأن ثمة مبررا واقعيا وراء هذا الفعل ، فكيف بنبي الله موسى ( ع ) الذي كان يعلم ذلك .
أقول : إن هذا الادعاء يتضمن اتهاما صريحا بأن موسى ( ع ) أتى ذنبا ، حتى ولو ادعى أحد أن هذا الذنب مما يستحق عليه العتاب لا العقاب ، لأن الآية خالية تماما حتى عن أي عتاب ، كما أنها لم تشتمل على أي نوع من أنواع الاستغفار أو الاعتراف بالظلم ، مما ذكر في آيات أخرى ، يدعي بعض المفسرين أنها دليل على اتيان بعض الأنبياء ( ع ) بما يخالف الأولى . .
2 - ليخبرنا أصحاب هذه الإجابة : ما الذي خرج به موسى ( ع ) من هذه القصة ؟ .

231

نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست