العلامة الطباطبائي ( قده ) : لم يخلف الوعد : وكذلك ذهب العلامة الطباطبائي إلى أن موسى ( ع ) لم يخلف الوعد وهذا نص قوله : " وعده بالصبر لكن قيده بالمشيئة فلم يكذب إذ لم يصبر ، وقوله : " ولا أعصي " إلخ عطف على " صابرا " لما فيه من معنى الفعل فعدم المعصية الذي وعده أيضا مقيد بالمشيئة ولم يخلف الوعد إذ لم ينته بنهيه عن السؤال " [1] . هذا ما عليه علمائنا من تنزيه موسى ( ع ) عن الإخلال بكلمته أو الإخلال بوعده فضلا عن نكثه به ، فكيف يكون كلامهم ( قده ) موافقا لكلام صاحب " من وحي القرآن " الذي يقول : " وأحس موسى ( ع ) بالحرج الشديد لمخالفته للمرة الثانية ، ونكثه بالعهد ، قال : إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني لأنني لن أكون أهلا لمرافقتك فيما يمثله ذلك من عدم الانضباط أمام الكلمة المسؤولة التي التزمت بها أمامك " . ثم يقول : " وها هو يعود إلى الإخلال بكلمته من جديد " [2] . ولا يخفى أن ( السيد ) قد إعتبر أن موسى ( ع ) علق انطباق هذين الوصفين عليه ( لا ينضبط أمام الكلمة المسؤولة ، وأنه ليس أهلا لمرافقة الخضر ) على عدم الاعتراض ، لكنه اعترض . بعدما مر نسأل " الكاتب " : هل أجمع المفسرون أو كادوا على : جواز نسبة النكث بالعهود للأنبياء ؟
[1] الميزان ج 13 ص 343 . [2] من وحي القرآن ج 14 ص 393 و 394 و 395 .