وما هي تلك الفكرة التي انطلق الحجم الكبير ليؤكدها ؟ . وهل المقام مقام إفتراض فكرة أم تأكيدها ؟ . ولماذا تتجدد خيبة الأمل بالأفول للمرة الثالثة ؟ . وكيف يمكن التوفيق بين قوله : إن الوعي يتنامى وإننا لا نجد رد الفعل طفوليا ( وهو حول كلامه ( ع ) { لئن لم يهدني ربي . . } ، ثم قوله فتكبر الصرخة في طفولية بارزة ؟ . والحال أن وعيه ينبغي أن يكون قد تنامى ، ومع ذلك تراه ربما يقع فيما لا يقع فيه إلا أفكار الطفل أو ما يشبه الطفل ( على حد تعبير صاحب من وحي القرآن ) لأن كبر الشمس أوحت لفكره الساذج بالهيبة والعظمة ؟ . اللهم إلا إذا قصد بالوعي المتنامي أنه كان طفلا ، ثم أصبح " ما يشبه الطفل " ؟ ! . وهل يقبل المفترض على ما افترضه ربا في خشوع العابد وفي لهفة المسحور واندفاعة الإيمان ؟ . وكيف يمكن للمفترض أنه ردد فرضه في سره كثيرا ليوحي لنفسه بالحقيقة التي اكتشفها ؟ . وما هي تلك الحقيقة التي اكتشفها وهو في مقام الفرض والاستدلال ؟ . وما هي تلك الحقيقة التي أكدها في ذاتها بعيدا عن كل حالات الشك والريب ؟ . وما هي تلك القناعات التي اهتزت من جديد ؟ . وكيف يعيش المفترض مع ما فرضه في حالة من التصوف والعبادة ؟ . وهل ضجت بالفعل علامات الاستفهام في روحه تتساءل من هو الإله ؟ . ومن أين جاءت " اللابدية " تلك التي تحدث عنها من أن الشمس لا بد أن تكون هي الإله الذي يبحث عنه ؟ لعلها جاءت من كبر الحجم وسطوع النور ؟ ! . ومتى كان ذلك الوقت الذي خيل له ( ع ) فيه أن ذاك الكوكب هو الحقيقة المطلقة التي لا يعتريها شك ولا ريب ؟ فلعله إشارة إلى ذلك الوقت الذي كان يردد فيه كلمة { هذا ربي } في سره كثيرا ليوحي لنفسه بالحقيقة التي اكتشفها ليؤكدها في ذاتها بعيدا عن كل حالات الشك والريب ؟ ! . هذه أسئلة برسم " الكاتب " ، ولا نتوقع منه أن يجرؤ على الإجابة عنها علنا ، وإن كان الاعتراف بالخطأ فضيلة . ولكن فليتأمل بها في نفسه ! !