زيف ما نسبه الكاتب للعلامة من أنه ( قده ) اعتبر مقولة التأمل والنظر وجها محتملا في التفسير . هذا وقد ذكر السيد الطباطبائي ( قده ) هذا الكلام كثيرا حتى لا يتوهم متوهم غير ما يريده ويرمي إليه لذلك قال ( قده ) : " وفي إثر ذلك ما كان منه ( ع ) من افتراض للكوكب " [1] . وقال أيضا : " فهو ما لم يتم له الإستدلال غير قاطع بشيء ولا بان على شيء ، وإنما هو مفترض ومقدر لما افترضه وقدره . . " [2] . وما يؤيده قوله ( قده ) أيضا : " وعلى هذا فقول إبراهيم ( ع ) ليس من القطع والبناء اللذين يعدّان من الشرك ، وإنما هو افتراض أمر للنظر إلى الآثار التي تثبته وتؤيده . . " [3] . فإبراهيم ( ع ) لم يؤمن ولو للحظة واحدة أو احتمل أن يكون الكوكب ربا ، على عكس ما ذهب إليه ( السيد ) فضل الله من أن إبراهيم ( ع ) قد إعتقد بألوهية الكواكب " لكنه استطاع أن يتجاوز هذا الإعتقاد الطارئ والسريع " ، وقد تقدم ذكر هذا النص . على أن المقصود من كلام الطباطبائي من أنه ( ع ) غير قاطع بشيء ، أي غير قاطع بشيء مما افترضه ، وإلا فهو ( ع ) قاطع بالتوحيد المستلزم لبطلان الإلحاد والكفر والشرك معا . ولنحفظ هذا أيضا ، لأننا سنعود إليه بعد قليل . ورغم كل ذلك فإن " الكاتب " الساذج توهم غير ما أراده الطباطبائي ( قده ) إن لم نقل تعمد التضليل .
[1] الميزان ج 7 ص 157 . [2] الميزان ج 7 ص 176 . [3] الميزان ج 7 ص 176 .