وهناك عدة ملاحظات ينبغي التوقف عندها : 1 - لماذا قال " الكاتب " ما نصّه : " واعتبره الرأي الأقرب . . " [1] أليس " ليوحي " بأقربية هذا الاتجاه " وأبعدية " ذاك عند صاحبه ؟ ! ! . ومن الواضح أن هذا هو هدفه الذي لا يخفى على أحد ، لذلك عمد إلى حذف كلمة واحدة ، نعم كلمة واحدة ، لكنها هامة إلى حدّ دفعت " بالكاتب " إلى ممارسة الحذف وهذه الكلمة هي : " ربما " لأن الصحيح أن صاحبه قال : " ربما كان هذا هو الرأي الأقرب الذي يلتقي مع شخصية إبراهيم ( ع ) . . " [2] فصاحب ( من وحي القرآن ) لم يقطع حتى بأقربية هذا الاتجاه ، بل أنه حتى في تقريبه لهذا الاتجاه نجد موقفه " متذبذبا " . ومن هنا يظهر الإفك الذي جاء به " الكاتب " عندما صرّح بأن صاحبه يعتبر هذا الاتجاه هو " الرأي الأقرب " . ولكن لماذا هذا الموقف " المتردد " لصاحب " من وحي القرآن " في قطعه وتأكيده " لأقربية " هذا الاتجاه ؟ ! ! . هذا ما سنجيب عنه فيما يلي : 2 - إن تعبير صاحب " من وحي القرآن " بكلمة : " ربما " - التي تفيد التردد - في حديثه عن أقربية هذا الاتجاه يمكن معرفة سببها من خلال الشاهد الأول الذي قدّمه " الكاتب " على ادعائه ، حيث ذكر أنه : من الشواهد على أقربية اتجاه المحاكاة الاستعراضية هو ما أسماه " حالة التمرد على البيئة المشركة التي كان يعيش فيها إبراهيم ( ع ) " ثم ساق الكاتب نص صاحبه الذي قال : " ربما [3] كان هذا الرأي الأقرب الذي يلتقي مع شخصية إبراهيم فيما حدثنا
[1] فليلاحظ أن " الكاتب " فتح المزدوجين قبيل كلمة الرأي . [2] من وحي القرآن ج 9 ص 119 . [3] فليلاحظ هنا أنه في بداية حديثه حذف كلمة " ربما " ليوحي بما يريد الإيحاء به ثم بعد ذلك ذكرها معتمدا على أن القارئ لن يلتفت لأنه أوردها في سياق الشاهد على ما يدعيه فتأمل .