وفي هذا السياق سنتحدّث على مستويين : الأول : كلام الرازي نفسه . والثاني : كلام المجلسي رحمه الله . أولا : كلام الرازي نفسه فيما يتعلق بكلام الرازي فإنه يلاحظ ما يلي : 1 - إن أول ما عالجه الرازي هو الرد على ما ذكره الواحدي في " البسيط " وغيره ، من أن يوسف ( ع ) عزم على الفاحشة فأبطل كلامه ، واستخف واستهزأ به . 2 - بعد أن انتهى الرازي من الرد على الواحدي ، عكف على شرح الآيات وقد قسّم بحثه إلى مقامين : الأول : إن يوسف ( ع ) لم يهم بها أصلا وهو قوله : " إذا عرفت هذا فنقول : الكلام على ظاهر هذه الآية يقع في مقامين : المقام الأول أن نقول : لا نسلم أن يوسف ( ع ) هم بها . . " [1] ثم تحدث الرازي في تأكيده لهذا الرأي عن جواز تقديم جواب " لولا " . الثاني : التسليم بأن الهم قد حصل ، وبالتالي البحث عن الوجوه التي يمكن حمل الآية عليها بناء على ذلك . وهذا هو قوله : " المقام الثاني : في الكلام على هذه الآية نقول : سلمنا أن الهم قد حصل ، إلا أننا نقول : إن قوله : { وهم بها } لا يمكن حمله على ظاهره . . . ونحن نضمر شيئا آخر يغاير ما ذكروه " [2] أي من الفاحشة . ثم استعرض الرازي ما ذكره " الكاتب " من معاني لغوية للهم . والمتأمل في كلام الرازي يجد أنه يتبنّى ما ورد في المقام الأول ، أي أن يوسف ( ع ) لم يهم بها .
[1] بحار الأنوار : ج 12 ، ص 331 . [2] بحار الأنوار : ج 12 ، ص 332 .