responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 224


الشيخ الطبرسي ( قده ) :
يقول الشيخ الطبرسي ( قده ) : " كيف تصبر على ما ظاهره عندك منكر وأنت لم تعرف باطنه ولم تعلم حقيقته " [1] . ولا يخرج ما قاله غير الطوسي والطبرسي ( قده ) من العلماء عما قالاه .
والمتأمل في كلامهم يجد أنهم إنما يتحدثون عن أن موسى ( ع ) لم يعلم حقيقة الأمر وباطنه ، ولم يتحدث أي منهم عن أنه ( ع ) لم يحتمل أن يكون هناك وجه آخر .
على أن اتهام نبي الله موسى ( ع ) بأنه " لم يفكر بأن للأمر وجها آخر " هو اتهام له ( ع ) بالجهل ذهب به صاحبه إلى أبعد الحدود .
إذ لا يخفى على كل متبصّر أن ثمة فارقا بين أن يكون موسى ( ع ) يعلم بأن وراء فعل الخضر ( ع ) حقيقة تصحح عمله وتبرره ، وإن خالف فعله الظاهر ، وبين أنه هل يعلم على وجه التفصيل حقيقته وباطنه .
إن الأمر الذي لا شك فيه ، وتؤيده الآيات هو :
إن موسى ( ع ) كان يعلم إجمالا ولم يكن يشك أبدا أن وراء فعل الخضر ( ع ) حقيقة تخالف ظاهر الأمر بشهادة تعليم الله له { قد آتيناه من لدنّا علما } وأنّ الأنبياء لا يمكن أن يطلبوا من شخص أن يتبعوه ليتعلموا منه ما لم يكن يعمل وفق الأوامر الإلهية ، ولا يعارض ذلك كونه ( ع ) لا يعلم هذه الحقيقة على وجه التفصيل .
ولمّا كان تكليفه الشرعي يقتضي العمل وفق الظواهر كان لا بد له من الاعتراض .



[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 152 .

224

نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست