بالعهد إذا أن الغافل عن العهد لا يعد ناكثا ، لأن النكث لا يتحقق إلا مع الالتفات إلى العهد ؟ ! . وبعبارة أخرى إن من يخالف العهد عن غفلة لا يصح وصفه بأنه نكث بالعهد لأن هذا الوصف لا يستقيم إلا مع من يلتفت إلى عهده لا الغافل عنه . أضف إلى ذلك أن " الكاتب " نفسه ذكر أقوال الطوسي والطباطبائي والمشهدي وغيرهم الذين قالوا : " إن موسى ( ع ) قد قيد عهده بالمشيئة ليخرج عن كونه كاذبا " [1] . فكيف يكون كلام صاحب ( الوحي ) موافقا لكلام هؤلاء الأعلام ؟ ! وكيف يستقيم قول صاحبه : بأن موسى ( ع ) قد نكث بعهده عدة مرات ، مع كونه ( ع ) قد قيده بالمشيئة ؟ ! ! . وليخبرنا " الكاتب " أيضا عن قول صاحب " من وحي القرآن " بحق موسى ( ع ) : " ولم يفكر بأن من الممكن أن يكون له وجه آخر " [2] . فهل هذا القول أيضا يوافق ما قاله أعلام التفسير الشيعة ؟ ! . وفيما يلي سنعمد إلى مقارنة كلام صاحب " من وحي القرآن " مع كلام العلماء الأعلام اعتمادا على النصوص التي جاء بها " الكاتب " نفسه لنرى هل يمكن أن يوافق كلامه كلام هؤلاء الأعلام : الشيخ الطوسي ( قده ) : يقول الشيخ الطوسي ( قده ) : " كيف تصبر على ما لم تعلم من بواطن الأمور ولا تخبرها " .
[1] راجع مراجعات في عصمة الأنبياء ص 148 . [2] من وحي القرآن ج 14 ص 393 .