وجوده تعالى لأنه مؤمن بوجوده أصلا وإنما كان في مقام إثبات نفي الشريك . أي ، كما أسلفنا ، تقديم هذا الإيمان على صورة دليل وبرهان . أما صاحب " من وحي القرآن " فلم يتحدث عن الرب بل عن الإله . 3 - كلمة : لا أحب : طفولية ؟ ! رأي العلامة الطباطبائي ( قده ) : " . . على أن الربوبية والمربوبية بارتباط حقيقي بين الرب والمربوب ، وهو يؤدي إلى حب المربوب لربه لإنجذابه التكويني إليه وتبعيته له ، ولا معنى لحب ما يفنى ويتغير عن جماله الذي كان الحب لأجله . وعلى أي حال : فإن إبراهيم ( ع ) أبطل ربوبية الكواكب بعروض الأفول له إما بالتكنية عن البطلان بأنه لا يحب الآفلين لأن المربوبية والعبودية متقومة بالحب فليس يسمع من لا يحب شيئا أن يعبده - وقد ورد في المروي عن الصادق ( ع ) : " وهل الدين إلا الحب " - وأما لكون الحجة متقومة بعدم الحب ، وإنما ذكر الأفول ليوجه به عدم حبه له المنافي للربوبية لأن الربوبية والألوهية تلازمان المحبوبية فما لا يتعلق به الحب الغريزي الفطري لفقدانه الجمال الباقي الثابت لا يستحق الربوبية ، وهذا الوجه هو الظاهر . ففي الكلام أولا إشارة إلى التلازم بين الحب والعبودية أو المعبودية . . وثالثا : إنه اختار للنفي وصف أولي العقل حيث قال : ( لا أحب الآفلين ) : وكأنه للإشارة إلى أن غير أولي الشعور والعقل لا يستحق الربوبية من رأس " . [1] فكلمة " لا أحب " عند العلامة الطباطبائي ( قده ) لها كل هذا المدلول العميق الذي يكشف عن حقيقة العلاقة بين الربوبية والمربوبية . أما صاحب " من وحي القرآن " فقد اعتبر أن دلالات كلمة " لا أحب " مما يمكن أن تقرب كون الحادثة وقعت في بداية طفولته حيث يقول : " أما الاحتمال